كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك " .
روى عن شقيق البلخي انه قال لحاتم الاصم :
قد صحبتني مدة ...فماذا تعلمت ؟
قال : ثمان مسائل
أما الأولى
:فاني نظرت الى الخلق ... فاذا كل شخص له محبوب ,
فاذا وصل الى القبر فارقه محبوبه ...
فجعلت محبوبي حسناتي لتكون معي بالقبر .
أما الثانية
: فاني نظرت الى قوله تعالى :
( ونهى النفس عن الهوى )
فأجهدتها في دفع الهوى حتى استقرت على طاعه الله .
أما الثالثة
: فإني رأيت كل من معه شيئ له قيمة عنده يحفظه ..
فنظرت إلى قوله تعالى ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )
فكلما وقع معي شيئ له قيمة وجهته إلى الله ليبقى لي عنده .
وأما الرابعة
:فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف ...
وليست بشيء .. فنظرت الى قوله تعالى
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
فعملت بالتقوى حتى أكون عند الله كريما
والخامسة
:فإني رأيت الناس يتحاسدون ,
فنظرت إلى قوله تعالى
( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )
فتركت الحســـــــد بالكلية ..
لأن الحسد اعتراض على الله سبحانه
وأما السادسة
:رأيت الناس يتعادون , فنظرت إلى قوله تعالى
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
فتركت عداوتهـــم ,واتخذت الشيطان وحده عــدوا
وأما السابعة :
رأيتهم يذلون أنفسهم في طلب الرزق ,
فنظرت إلى قوله تعالى
( وما من دابة على الارض إلا على الله رزقها )
فاشتغلت بما له علي , وتركت ما لي عنـــــــده
ثقة به ، ويقينا بما عنده
وأما الثامنة
:رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحه أبدانهم ,
فتوكلت على الله .. ( فإذا عزمت فتوكل على الله)
قال أحد الصالحين : - عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني
مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له
فكشفنا ما به من ضر }
.(الأنبياء:84)
- وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من
الغم وكذلك ننجي المؤمنين } (الأنبياء 88)
- وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل }
والله تعالى يقول بعدها: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }
(آل عمران:174).
- وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف
يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } والله تعالى يقول بعدها: { فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).
- وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول: {
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف:39